“خمس خوات” في خانة التضليل!

ما إن أعلن عن افتتاح مطعم خمس خوات لتقديم الوجبات الصحية في مدينة تعز، جنوبي غرب اليمن، الثلاثاء الماضي 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري حتى أُطلق العنان لعدد من الشائعات والأخبار المضللة ذات الصلة بالمشروع ومالكته عائشة جُباري التي تنتمي لشريحة الصم والبكم والناشطة الاجتماعية التي ترأس مؤسسة وئام شباب التنموية، وتنشط في دعم قضايا المرأة وصناعة السلام.

على مدى الأيام الثلاثة الماضية، رصد فريق حقيقة عددًا من التناولات السلبية التي تعمدت عكس حالة التعاطف والدعم الاجتماعي مع المشروع الذي يعد الأول من نوعه في مدينة تعز، من حيث نوعية الوجبات التي يقدمها، ومالكته التي تنتمي لشريحة لا تحظى بالدعم والمساندة الكافية.

في هذه المادة نتناول أبرز الشائعات، ونفندها بالشكل الذي يؤكد سلبية التناولات التي حاولت النيل من عائشة ومشروعها.

خمس أخوات أم صديقات؟

من التناولات اللاذعة التي حاولت النيل من عائشة جباري ومشروعها تمثلت في التوقف عند اسم المطعم الذي أطلقت عليه عائشة اسم “خمس خوات” في إشارة إلى أربع صديقات مقربات من نفس الفئة، وهو ما دفعها لتسمية المطعم بهذا الاسم، ما تسبب في نشر تم توظيفه من قبل البعض بأن هناك “خمس أخوات صُم من أسرة واحدة”، ودفع كثيرين للتعاطف مع المشروع ودعمه بشكل غير محدود، حتى على مستوى التفاعل والمتابعة لصفحة المطعم التي وصل متابعوها إلى 78 ألف شخص حتى نشر المادة.

في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري نشر موقع يمن شباب نت تقريرًا حول المشروع الذي لاقى دعمًا اجتماعيًا واسعًا، أشار التقرير إلى إن عائشة هي مالكة المطعم، واختارت أربع صديقات لها من فئة الصم والبكم ليشاركنها العمل في المطعم، واتفقن على اسم “خمس خوات”، وعلقت جباري على ذلك بالقول: “نحن صديقات بمثابة أخوات حقيقيات، وهذا المشروع الذي أسميناه خمس خوات يعكس علاقتنا القوية كعائلة ورغبتنا في العمل معًا لتحقيق هدف مشترك”، واصفة ما تقوم به رفقة صديقاتها بـ”الترابط العائلي” الذي يميز مشروعهن ويجعله قريبًا من قلوبهن وقلوب الذين يدعمونهن.

صديقات لا شريكات!

في معرض النشر السلبي والمضلل الذي رافق افتتاح مطعم “خمس خوات”، اتجه بعض الناشرين إلى إن عائشة جباري احتالت على صديقاتها الأربع؛ لأنهن شريكاتها ولسن مجرد صديقات يعملن معها في المطعم، وهو ما يجب أن تقوم به، حسب تعبيرهم، حتى لا تكون مستغلة لهن كونهن من شريحتها التي تمثلها في عدد من المحافل المحلية والدولية.

مطعم “خمس خوات” مشروع تملكه وصاحبة فكرته هي عائشة جباري التي كانت ضمن مشروع (القيادة للمرأة والرجل من أجل التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية)، الذي نفذه برنامج التنمية الإنسانية HDP، بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بالشراكة مع مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه HSA، وبمساهمة من مالكة المطعم وداعميها.

وهو ما أكدته مديرة المشروع في برنامج التنمية الإنسانية أحلام المقالح بمنشور عبر حسابها في فيسبوك، وبتصريح خصت به منصة حقيقة.

وقعت المنظمة المنفذة عقد المشروع مع مالكته التي كانت إحدى متدربي المشروع الذي حظيت عدد من الأفكار الأخرى بدعم مماثل كما نشر ذي يزن السوائي عبر حسابه في فيسبوك الذي كان مع عائشة في ذات المشروع، ونالت فكرته موافقة الممولين إلى جانب فكرة عائشة من بين ثلاثين مقترحًا قدمها المشاركون والمشاركات.

وقال السوائي: “عائشة جباري زميلتي بنفس المشروع الذي تدربنا فيه لأكثر من ثلاثة أشهر تنفيذ برنامج التنمية الإنسانية لمجموعة هائل سعيد أنعم وتمويل منظمة UNDP واختتم المشروع بتقديم ثلاثين مشروع من القادة المجتمعيين الذين تدربوا في البرنامج وتمت المفاضلة بين المشاريع وحصلت أنا على مشروع إعادة تدوير مخلفات الطعام وتحويله إلى أسمدة عضوية مركبة ومازال المشروع تحت التأسيس حتى اللحظة وسيتم افتتاحه في القريب العاجل، والزميلة الرائعة عائشة حصلت على مشروع المعجنات الصحية وهذا المشروع من المشاريع النوعية المهمة في مدينة تعز”.

كما يبين عقد المشروع الذي تم تسريبه أن عائشة هي مالكة المشروع بناء على التوقيع المشترك من قبلها على العقد إلى جانب مدير عام برنامج التنمية الإنسانية.

توقيع عائشة جباري على عقد المشروع باعتبارها المالكة

وكانت عائشة جباري من بين 30 قياديًا وقيادية مجتمعية تدربوا ضمن مشروع (القيادة للمرأة والرجل من أجل التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية)، الذي نفذه برنامج التنمية الإنسانية في مدينة تعز، جنوبي غرب اليمن، وأعلن عن تدشينه في مايو/ آيار 2024.

عائشة جباري وزوجها أحمد الأكحلي في إحدى الورش التدريبية ضمن المشروع

الأكحلي مالك المشروع!

لم تتوقف المنشورات المضللة عند حد التشكيك في ملكية عائشة جباري للمشروع وحسب، بل تجاوزته إلى اتهامها بأنها تستغل من قبل زوجها باعتباره المالك الفعلي للمشروع وليست هي، بينما تقوم عائشة بكل هذه الأعمال استجابة له.

كل الأوراق الثبوتية الخاصة بالمشروع تؤكد ملكية عائشة جباري لمطعم “خمس خوات” وليس زوجها أحمد الأكحلي مترجم إشارة الصم والبكم الذي يعمل مديرًا للبرامج في مؤسسة وئام شباب التنموية التي ترأسها عائشة، فمن عقد المشروع إلى السجل التجاري وترخيص مزاولة العمل الخاص بالمطعم، كل هذه استصدرت باسم عائشة جباري، عدا عقد إيجار محل المطعم، اضطر الأكحلي إلى استئجاره بعقد يحمل اسمه بعد رفض مالكه تأجيره لعائشة بحجة أنها صمّاء، وهو ما نشرت حوله عائشة في حسابها بفيسبوك في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وتعد عائشة جباري ناشطة اجتماعية ومدنية، مهتمة بشريحة الصم والبكم، ترأس مؤسسة وئام شباب التنموية، ومدير تنفيذي لمنصة سوا شباب، وعضو مجموعة التضامن النسوية، وشبكة مساهمتي تنمية، ومنتدى سلام يمن، ومدربة في الأمن الرقمي، شاركت في عدد من الملتقيات المحلية والإقليمية والدولية.