منشورات تدعو للكراهية على خلفية الإفطار الأول لبنات مأرب

تجمعٌ لعشرات الفتيات في مدينة مأرب، شمالي اليمن، بهدف الإفطار، وسط حراسة أمنية نسائية، وتنظيم نسائي خالص، تحوّل عقب الانتهاء منه إلى وجبة دسمة على وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.. رصدنا في حقيقة عددًا من المنشورات المعارضة حملت في مضمونها أشكالًا عدة من خطابات الكراهية والتحريض ضد بنات مأرب اللواتي نظمن الإفطار..

أقيم الإفطار الخميس الماضي 6 نيسان/ أبريل 2023 في رياض ومدارس الهدهد، وكانت رجاء عبدالله دعت لهذا التجمع في 4 أبريل عبر منشور في صفحتها بفيسبوك، وقالت رجاء عبدالله لحقيقة باعتبارها المسؤولة عن تنظيم الإفطار: “كان الهدف من الإفطار اللمة الحلوة، ونتعرف على بنات مأرب، في فعالية مجتمعية جميلة، تعزز قيم المشاركة في المجتمع، ونكسر جو الرتابة في رمضان.”

 

 النشر والنشر المضاد

تم الإفطار الخميس، وفور الانتهاء منه، بدأ النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

فريق منصة حقيقة تتبع النشر وتبين أن هناك حسابات تنشر بشكل هجومي تجاه البنات اللواتي حضرن الإفطار، وحملت المنشورات خطاب كراهية وترسيخ صورة نمطية سيئة عن خروج  النساء أو التجمع خارج حدود المنزل.

استخدام مثل هذه التعبيرات “لماذا بنات  مأرب” يدعو للمناطقية وترسيخ فكرة الفروق بين المحافظات والعنصرية في الوصف.

أحد المنشورات التحريضية

وعلى عكس ما تم تداوله قالت رجاء عبدالله: ” كان التنظيم جيدًا، وأقيم بمدرسة مغلقة وكانت هناك حراسة أمنية نسائية، كانت أمسية تشبه إلى حد كبير عزومات الأهل في بيوتنا المأربية لكن على شكل أكبر، انصدمت من ردود الفعل، واستغربت من الخطاب الموجه ضد الحاضرات وإن هذا لا يمثل المأربيات”.

وتساءلت: “ماذا فعلنا حتى لا نمثل بنات مأرب، المأربيات هن الكريمات وذوات أيادي بيضاء يجُدن للغريب قبل القريب، وهذا ما أوصله الإفطار الجماعي، وبنات مأرب كل الساكنات في مديريات مدينة مأرب ولا يمثل مناطقية وعنصرية، والوصف ليس حكرًا على الساكنات الأصليات لمأرب.”

منشور تحريضي

وتوسع النشر ولم يقتصر على خطاب الكراهية بل اتجه للهجة التهديد والتحريض فالتحريض شكل خطير جدًا من أشكال خطاب الكراهية لأنه يهدف صراحة وعمدًا إلى تحفيز التمييز والعداوة والعنف وهو ما عرفته الأمم المتحدة في استراتيجيها وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية.

القانون الدولي لحقوق الإنسان وخطاب الكراهية

يشير القانون الدولي لحقوق الإنسان  بشكلٍ خاص إلى تصنيفات معيّنة من “خطابات الكراهية” الحادة التي يجب على الحكومات منعها.

وهذا يشمل الخطاب الذي يروّج بشكلٍ فاعل للكراهية التمييزية بطريقة تحرّض الناس على ارتكاب الأذية بحق المجموعة المستهدفة، لمجرد انتمائهم لهوية معينة. هذا النوع من الأذية قد يأتي على شكل عنف أو تمييز أو أي فعل معادي آخر.

وتنص المادة 20 في فقرتها الثانية تحظر أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف.

معايير المجتمع في فيسبوك  ترصد خطاب الكراهية

يعرّف فيسبوك خطاب الكراهية أنه  خطاب يحض على العنف أو الازدراء أو القوالب النمطية الضارة، أو ينطوي على عبارات دونية أو عبارات ازدراء أو اشمئزاز أو نبذ أو سب أو دعوات للإقصاء أو التمييز.

 

الناشرون

عبدالله بن عبود الشريف
ابو لزام
سيف الإسلام الماربي
البحري محمد احمد
عبدالله صوفان حساب احتياط‏
pages:تحرير