تداولت حسابات على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، أمس الخميس، صورة على أنها من المنهج الدراسي الإماراتي، وتتضمن قصة تحكي للأطفال عن جار جديد قادم من تل أبيب بعنوان "جارنا الجديد يوسي". وادعوا أن "الإمارات تقوم بتعديل المناهج بما يواكب مطالب الصهيونية". حساب باسم "الدكتور أحمد مطهر الشامي" والذي يعرف نفسه بأنه وكيل وزارة الإعلام في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليا)، يتابعه 332 ألف شخص، كان من بين ناشري الصورة، والذي علق عليها قائلا: "قصة في المنهج الإماراتي تدرس للأطفال في إطار ما يسمى بالتسامح وتعديل المناهج بما يواكب مطالب الصهيونية، في نفس الوقت يتم تغيير المناهج في المناطق المحتلة …
الناشرون
مضلل
من خلال عملية التحقق من الصورة المتداولة، توصل فريق حقيقة إلى أن الصورة مضللة، من المنهج الخاص بمدارس البلدية الإسرائيلية في القدس؛ حيث قامت السلطات الإسرائيلية باستبدال درس (وطن يسكن فينا) الموجود في المنهج الفلسطيني بدرس آخر بعنوان (جارنا الجديد يوسي).
وقد تم تداول الادعاء في السياق ذاته في يناير عام 2022، وتم دحض الادعاء حينها من قبل عدد من منصات التحقق من المعلومات، بينها منصة “تأكد“.

نتائج البحث أظهرت أن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، نشرت بياناً لمركز المناهج في الوزارة، عام 2018، عن كشفه “نسخ مزورة من المنهاج الفلسطيني، أصدرها الاحتلال ويروج لها، خاصةً في مدينة القدس المحتلة، وذلك ضمن حملة تزوير وتشويه واسعة للمنهاج الوطني؛ تندرج في سياق تصعيد هجمته المتواصلة التي تستهدف ضرب الهوية الفلسطينية عبر محاربة هذا المنهاج”
وأضاف البيان: “أهاب المركز بكافة أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة توخي الدقة والحذر من التعامل مع هذه النسخ المحرفة، مؤكداً أن كتب المنهاج الفلسطيني متاحة وبالإمكان التحقق منها بسهولة، عبر التواصل مع المركز؛ باعتباره الجهة المختصة بهذا السياق.”
وفي السياق ذاته، نقل (مرصد كاشف) عن معلمة اللغة العربية في مدينة القدس أحلام ذياب، تصريحاً نفت خلاله أن تكون الصورة المتداولة تتبع لمنهاج دولة الامارات، مؤكدةً أنّ الصورة المنتشرة تعود لمنهاج اللغة العربية للصف الثاني الابتدائي، في مدارس القدس المحتلة.
وأشارت المدرسة في تصريحها للمرصد الفلسطيني المختص بتدقيق المعلومات إلى أنها تنبهت للموضوع العام الماضي 2021، خلال تدريسها المادة لابنتها في المدرسة، حيث قامت حكومة الاحتلال الإسرائيلي باستبدال بعض موضوعات الدروس بموضوعات أخرى تحتوي على أفكار مدسوسة، ومنها استبدال درس بعنوان (وطن يسكن فينا) إلى درس بعنوان (جارنا الجديد يوسي)، لغرس فكرة التطبيع والتعايش في عقول الأطفال.

وتسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى التحكم بكل مفاصل الحياة في القدس المحتلة، إذ تعمل منذ احتلال المدينة عام 1967 على فرض سيطرتها على القطاعات المختلفة من المدينة، من القطاعين: الصحي، والاقتصادي، ووصولا إلى قطاع التعليم، الذي تعرض خلال سنوات الاحتلال إلى جملة من الإجراءات الرامية إلى فرض سيطرة الاحتلال على قطاع التعليم، مستفيدا من واقع متشظٍ، وغياب المرجعية الواحدة، وما يتصل بمخططات الاحتلال وإجراءاته الساعية إلى التحكم الكلي بهذا القطاع.
وكشفت معطيات “عير عميم” عن تباين في المناهج التي يدرسها الطلاب في المدينة المحتلة، ما بين المنهاج الإسرائيلي الكامل “البجروت”، والمنهاج الفلسطيني “التوجيهي”، وبعض المدارس تعتمد على المنهاجين، أي لديها صفوف خاصة بالمنهاج الفلسطيني، والمنهاج الإسرائيلي.
وبطبيعة الحال تحاول سلطات الاحتلال فرض المنهاج الفلسطيني المحرف على المدارس المتمسكة بالمنهاج الفلسطيني، في سياق محاولاتها تشويه مدارك الطلاب، وإبعادهم عن أي مضامين دينية ووطنية.

